سنكررها للمرة الألف أقدمت وزارة التربية على توظيف أكثر من 200مجاز في الشهور الأخيرة في السلم 10 دون تكوين ودون مباراة حتى في الابتدائي، لكن هؤلاء الأساتذة لما توصلوا بقرارات التعيين رفضوا الاشتغال في هذا السلك، فتوجهوا الى الموارد البشرية فغيرت بجرة قلم هذه القرارات وبجرة قلم من التعليم الابتدائي الى الثانوي التأهيلي، سجل يا تاريخ.وقع هذا في الأسبوع الأخير من الفصل الأول ما الموسم الدراسي.
نعم، يحدث هذا في مغرب القرن 21، في ذاك الوقت الوقت صفعت المجازين القابعين في الدرك الأسفل بمباراة مهزلة، أليس لنظير هذا السلوك الطائش يموت الانسان من كمد؟ أليس في هذه الوزارة رجل رشيد؟أنحتاج للخشيبات لاثبات بشاعة الفعل؟ أين هي العدالة؟ أين هي المسؤولية؟ أين هي الوطنية ؟ أين موقع العنصر البشري من الاصلاح الذي تتبجح به الوزارة؟ أتعتقد الوزارة أن تبذير أموال الشعب في تجربة ادماجية نبذها موطن صاحبها حتى؟ أتستحمرنا هذه الوزارة؟
لقد درست في السبعينيات وأعقل أننا كنا نذهب الى المدرسة بمحفظة لا تحوي الا قراءة المرحوم بوكماخ، ولوحة ودفتر 12ورقة ودفتر الأشياء +كتاب الفرنسية.وتمكنا من اتقان لغتي الضاد وموليير، أما اليوم فالتلميذ المسكين مطالب بالتعايش مع حمل الأثقال مذ نعومة أظافره، مطالب بالتعامل مع النشاط: هذا النشاط اللغوي وذاك النشاط العلمي...الخ.فما كانت النتيجة والمحصلة: النتيجة جيل تائه لا يميز بين الضاد والضاء، لاهو أتقن اللغة الأم، ولاهو أتقن اللغة الفرنسية.
ترى ما العلة والسبب؟ أليس حقيقا بكل من فيه ذرة أن ينفض يده عن أرزاق المظلومين بمختلف فئاتهم؟ من السلم 9الى الدرجة 1في السلكين.
بأية نفسية سيعمل أستاذ الاعدادي والابتدائي ووضعيته مجمدة في السلم 11في الوقت الذي شرعت فيه الأبواب أمام تلامذته الذين خالفههم الجظ لولوج الدرجة الممتازة من أرحب الأبواب وبطريقة سلسلة.أهناك اجازة تفضل الأخرى؟ أهناك مواطن من الدرجة الممتازة وآخرين من درجات متفاوتة.
ان اصلاح التعليم بسيط جدا ولا يحتاج الا للوصفة التالية:
أ-هدم الهوة بين نساء ورجال التعليم.
ب-عشر سنوات للمرور للسلم الأعلى.ج-الغاء امتحانات الغش بمختلف أنماطه.
د-تشريع مدونة حمولة خاصة بالتلميذ أسوة بمدونة غلاب.
ه-اصلاح المؤسسات التعليمية نوعيا وليس كميا"هدم البناء المفكك والذي أثبتت الأبجاث المخبرية خطورتها على صحة النشء والممارسين الميدانيين، تعميم الكهربة والماء الشروب على جميع المؤسسات التعليمبة من الابتدائي الى الثانوي، تعميم المرافق الصحية، توفير فضاءات حقيقية لممارسة التربية البدنية والأنشطة الموازية التي تمكن النشء من صقل خبراتهم وتفتيق مواهبهم.بناء أقسام كافية، وهنا يمكن اللجوء الى البناء العمودي بدل الأفقي كحل لشح الأراضي التي سطا عليها الاسمنت والذي بات تجارة نافقة، وذلك للقضاء على الاكتظاظ، اذ كيف يعقل ، أن يدرس الأستاذ 50و55و60في القسم الأول، تلاميذ في البادية، ونفس الشأن ينطبق على تلاميذ الثانوي بسلكيه الاعدادي والتأهيلي، حيث ألغي التفويج في المواد العلمية، والأمر عينه ينطبق على اللأساتذة في المداشر حيث هم مرغمون على التعايش مع آفة الأقسام المشتركة يحتجز فيها التلاميذ من مختلف الأعمار حيث يدرس الأستاذ من الأول حتى السادس، وفي أحسن الأحوال من الثالث حتى السادس، أليس حريا بالوزارة أن توفر النقل والاطعام الحقيقي للمتعلمين ليتابعوا الدراسة في المركز رغم علاته.
اللائحة طويلة ومعلومة ان كانت الوزارة تبغي اصلاحا حقيقيا بعيدا عن لغة الخشب، وبعيدا عن تصدير الوضع المأزمي الذي تعيشه المؤسسة التعليمية، والصاقه بالأستاذ الحلقة الأضعف في السلسلة.
انه النزق.
وفي الأخير ليطمئن الجميع لن يصلح التعليم لسبب وحيد هو كون هذا الأخير عنصر مشاكس متمنع.
- .