منذ تأسيها قدمت التنسيقية الوطنية للأساتذة المجازين دروسا في الديمقراطية من خلال تدبيرها لأشكال النضال المنطلق من القاعدة كما برهنت هذه التنسيقية انها تتوفر على اطر ذوي كفائة عالية في التنظيم و النضال والقيادة و الالتزام و التشبت بالمبدأ و لا أحد ينكر ان التنسيقية هي التي انزلت النقابات من ابراجها العالية الى الشارع بعدما كانت قد ادمنت النضال الدبلماسي
كل هذا جميل لكن التنسيقية الوطنية اليوم مهددت بدمار التراكم الذي حققته بسبب تصرفات بعض المحسوبين عليها الذين يرغبون في تحويل التنسيقية الى اداة تخدم المصلحة الشخصية الفئوية
لا تنسوا وفقكم الله ان ما اتى بكم ليس هو تحقيق المصلحة و انما النضال كمبدأ و كقيمة انسانية تنضاف الى تجاربكم في الحياة فالمناضل هو اخر من يستفيد و محدث التغيير هو اخر من يستفيد من التغيير
فانتم ايها المرابطون في المعتصم تمثلون ربابنة السفينة الذين لا يغادرونها اثناء المصيبة الا بعد اجلاء اخر راكب
ايها المناضلون الشرفاء ان الأساس الذي يقوم عليه العمل النضالي هو الاستقطاب من اجل توسيع قاعدة المناضلين لذلك لابد من الترحيب بكل قادم جديد و تشجيعه على المجيئ في المرة المقبلة لا مخاطبته ببعض الأوصاف التي تنفره و تكرس جلوسه في المنزل
فلا يحق لأحد كيفما كان نوعه ان يخاطب القادم لأول مرة بخطاب يجعل منه دخيلا كأن يقول " بحال هدوك لي جاو ليوما و جابوا معهم الاجازة باش يترقاو" او ان يقول اخر رادا عليه
" اسمعتوا اضبوعا" او ان ينعثهم اخر "بالخونة" لا و لا لمثل هذه التصرفات النقابوية
.
أيها الأحرار عودتنا النقابات على طرق غير شريفة في التعبئة كنشر الاشاعات و مخاطبة الجانب المصلحاتي في نفسية الشغيلة فلا تسيروا على نهجها و تواصلوا مسيرة اخطائها و اعلموا وفقكم الله ان النضال لا يتم من خلال الحماس الزائد الذي قد يرفع سقف المطالب الذي يتجاوز في بعض الأحيان قدرات و طاقات الجانب المحاور نفسه فلا يغلبن عليكم طابع العفوية فانه يدمر صاحبه
ايها الشرفاء ان التاريخ علمنا ان تحقيق الأهداف و نيل المطالب يمكن تحقيقه من خلال اقامة سياسية التحالفات فاذا كانت هناك اطراف قررنا الخروج عليها في وقت من الأوقات فلا مانع من الرجوع اليها في الأوقات التي لا ينصت الينا الا من خلالها خاصة ان الأحداث جعلت منها الرابح الاكبرمن كل ما يحدث و ان الجانب الذي نسعى لانتزاع مطالبنا منه لا يرضى الا بها كمحاور
وفقكم الله لما فيه الخير و ثبت اقدامكم و جعلا فخرا لشغيلة التعليمية في هذا الوطن الجبيب