واضح من خلال آراء المجازين المبثوثة في صفحات هذا المنبر انهم توزعوا ما بين متفائل ومتشائم من نتائج الحوار المرتقب بين النقابات والادارة بخصوص ملفهم المطلبي..غير انهم مجمعون على ضرورة تصعيد أشكال النضال إذا ما خلص الحوار الى نتائج لا تنصفهم..
ومن خلال استقراء مسارالحوار بين الاطراف المعنية على مدى الفترات الاخيرة يبدو جليا ان الادارة في شخص بعض مسؤوليها تحسن فن المراوغة و الإلتفاف دون أن تعير اهتماما لتداعيات ذلك وانعكاساته السلبية على المنظومة التعليمية.فمعلوم من لدن الجميع ان الادارة قد ظلمت المجازين وما تزال تمارس ظلمها عليهم ..ثم بعد ذلك تدعو هؤلاء المظلومين للانخراط بجدية في انجاح المخطط الاستعجالي.
ان اولائك المسؤولين أصحاب القرار يدركون أن المجازين يرزحون تحت وطأة التمييز والحيف والظلم وأنهم يتوجهون الى المؤسسات التعليمية لاداء واجبهم المهني ومشاعر التذمر والاستياء والغبن تلازمهم بسبب حرمانهم من حقوقهم المشروعة في الوقت الذي لا تحرم الادارة زملاءهم حاملي نفس شهادتهم من تلك الحقوق...انها حقا ذروة العنصرية ...انه التمييز في أجل صوره..انه خرق سافر لمبدإ المساواة في الحقوق بين الموظفين حاملي نفس الشهادة...انه انتهاك مفضوح للعدالة التي ينص عليها دستور بلدنا الحبيب..ومن هذا المنطلق يجب ان ترفع دعوى قضائية الى المحكمة الادارية المغربية ضد الوزارة الوصية بتهمة ممارسة التمييز ومصادرة الحقوق..
لقد آن للادارة المعنية ان تنصف المجازين المظلومين وذلك بتسوية وضعيتهم على غرار زملائهم عبر تغيير اطارهم دون اي شرط وترقيتهم سواء الى السلم الموالي او الى خارج السلم وارجاع السنوات المقرصنة الى اصحابها ..
انه -لا قدر الله- إذا تمادت الادارة في غيها ولم تنصف المجازين كافة فمعنى ذلك انها لا نية لها في النهوض بالمنظومة التعليمية..ومعنى ذلك ايضا انها تحرض المجازين ضمنيا على تصعيد نضالهم ما سيعرقل السير العادي للدراسة لاحقا..فهي تعلم انهم مظلومون وقد اعترفت بذلك صراحة خلال لقاء سابق فلماذا إذن لا ترفع الظلم عنهم ؟ لماذا إذن تصر على استمرار اجواء التذمر والاحتقان ؟
المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار..وهذه المصلحة تقتضي ان ينهض الجميع ويرتقي بالمنظومة التربوية خدمة للبلاد والعباد..فإن كانت نية أصحاب القرار صادقة فعليهم ان يترجموا صدق نيتهم الى افعال وقرارات تخدم التعليم الذي هو المحرك الاساسي للتقدم والازدهار وخدمة التعليم تستوجب إنصاف المجازين الساهرين على ترسيخ القيم الاخلاقية وقيم المواطنة وحقوق الانسان في نفوس الناشئة ..فهل سيصحو ضمير صانعي القرار في الادارة المعنية ويرفع الحصار والظلم والتمييز عن المجازين ؟