ومما أعاتب بعض الإخوة عليه هو أنني طالما نصحتهم بعدم الرد على عليه غير أنهم لم يكثرتوا بنصيحتي فراحوا يمطرونه بسهام النقد ولا أقول الشتم والسب كما يحلو له أن يقول وكما يصور له قرينه وإن كنت لا أنكر أنني صادفت أحيانا أن بعض عبارات الإخوة كانت قاسية في حقه بسبب انحرافها عن المسار الطبيعي لأدبيات الحوار..غير أنني كنت أستغرب من تلقفه لتلك العبارات بتلهف وإعادة نشرها في منتداه بدعوى أنه أصبح عرضة للسب والشتم وبأن الأمة متآمرة ضده بسبب امتلاكه للحق والحقيقة التي لن يحيد عنها مهما كلفه الأمر من تجريح ونقد وسب..ومما كان يثيرني في فخامته هو حرصه على تضمين بعض مواضيعه بأيات قرآنية بغية الترويج لتقواه وصلاحه فكنت ألمس تناقضا بينا في شخصيته ذلك أن هذا الذي يوظف ويستشهد بالآيات القرآنية هو نفسه الذي يسعى جاهدا للتفريق بين المجازين..لكنني لم أكن لأستغرب من ازدواجية شخصيته باعتبار أنني خبرت جيدا نفسيته...وكثيرا ما كنت اتوقف عند قراءة بعض مواضيعه التي كانت تطفح بالإعتداد بالنفس وتضخيم الذات فكنت اشعر بأنه يكون في منتهى السعادة حينما يستفسره البعض عن أمر ما..فكان يرد كما الزعيم الليبي بعد أن يسوي مقعده الأرجوحي فيقول" لقد قلت لكم.....لقد اتصل بي هذا الصباح مجموعة من الإخوة يستفسرونني عن .... إنني وكما قلت لكم أحبتي الأساتذة الكرام ..." وهكذا يسترسل في تمجيد نفسه والاستهلال بعبارات توحي بأنه ليس من عامة الشعب وإنما من الملوك والامراء وأصحاب الكلمة الفصل..ولا أخفيكم أن اعتداده بنفسه ورغبته في الوصول إلى ما يخطف به الإهتمام إليه كان من بين الأسباب التي جعلته يخالف ما اتفق المجازون عليه...ودليلي على ذلك أن المجازين حينما أجمعوا على عقد الإجتماع ارتد عنهم وطالب بمقاطعته..وأنا متيقن تمام اليقين ان المجازين لو كانوا قد طلبوا بتأجيل الإجتماع أو إلغائق لعارضهم وطالب بعقده..وأذكر أن موقفه من النقابات كان متذبذبا ولا يستقيم على حال فإن أدرك أن الأغلبية مع التنسيق مع النقابات راح هو يطالب بالقطيعة معها وإن أدرك أن الأغلبية ضدها راح هو يطالب بالتنسيق معها ..والدليل على ذلك هو أنه في فترة كان يصف النقابات بالنفابات لكنه الآن يقول لا نضال بدون النقابات..إنني لا أنكر أن التقلب المباغث لمواقفه كان يثير ضحكي ...ومعلوم أن من أسباب خروجه عن الإجماع هو أنه أحس بالغربة وسط جيل غير جيله فكان أن أقام الدنيا ولم يقعدها أملا في نسف الإجتماع العام السابق..وكان من الممكن احتواؤه ووضع حد لغليانه وتمرده لو أن الإخوة خصصوا له مقعدا في المكتب يمثل من خلاله الفئة التي ينتمي إليها..وبذلك كانوا سيحظون بما يحظى به الملوك والرؤساء من مدح وتبجيل ومدح وثناء من لدنه وسيقول فيهم مادحا أكثر مما قاله المتنبي في كافور قبل أن يرتد ليهجوه..ومعلوم كذلك أن عمر قد صرف في السلم 11 قرابة عقد من الزمن دون أن يلج إلى الدرجة الممتازة(خارج السلم) وهو يشعر لإجل ذلك بحيف ما بعده حيف..وقد وجد في التنسيقية منبرا يمكن أن يصدح من خلاله بإنصافه..ومن ثم كان حريصا على التواجد داخل الجسم التنسيقي لتحقيق مأربه..وحينما لمس أن مطلب خارج السلم ليست له الأولوية راح يكشر عن أنيابه ويختلق مبررات وذرائع أخرى لينهال على التنسيقية وأهلها بالنقد والتجريح وزأحيانا بالسب والشتم..وكان على الإخوة أن يتفطنوا لما في سريرته..فالمناضل الكبير عمر له مطلبان ليس الأ أولا تغيير الإطار لأنه غير راض على وضعه الإعتباري وثانيا الترقي إلى خارج السلم لأنه يريد مالا..ولأجل ذلك تمرد عمر وأزبد وأرغد وليس لسبب آخر كما يدعي ..وأنا على يقين تام أنه حينما سينتهي من قراءة كلماتي هذه سيبتسم وسيقول في قرارة نفسه إن كاتبها على حق ..