لقد بات الجميع في فضاء التربية والتعليم يدرك ان المجازين العاملين بالإبتدائي هم من أكبر الضحايا الذين مارست عليهم وما تزال الوزارة إجحافا وتمييزاوظلما ومصادرة سافرة لحقهم في أن يحظوا بما يحظى به زملاؤهم حاملي نفس شهادتهم من إمتيازات..ولعل النقابات قد أدركت حجم المظلومية التي يرزح تحتها المجازون العاملون بالإبتدائي والإعدادي بعد أن سطر المجازون المتضررون سلسلة من الإضرابات والوقفات الإحتجاجية في السنة المنصرمة كان من تداعياتها تشكيل لجن موضوعاتية تتولى دراسة ملف هذه الفئة التي اعترفت الوزارة بعظم لسانها أنها مظلومة..وبعد سلسلة من اللقاءات الماراطونية بين تلك اللجن والتي لم تفرز أي جديد اللهم بعض الوعود وبعض التوصيات التي أفادت بتوجه الوزارة نحو حل هذه القضية عبر إيجاد صيغة مشتركة ترضي المجازين بعيدا عن شرط المباراة المقترح والذي لقي معارضة ورفضا من لدن الجميع..وبعيد نهاية السنة الدراسية الماضية توقفت المفاوضات دون التوصل إلى الإتفاق على أي مكاسب وإن كانت بعض التسريبات قد أفادت بأن الوزارة قد قبلت بفتح باب الدرجة الممتازة (خارج السلم) أمام المجازين المصنفين في السلم 11.لكن ذلك يبقة مجرد تسريبات لم تترجم إلى تصريحات رسمية ..وهكذا بقيت دار لقمان على حالها..ليبقى غضب المجازين متفاقما حيث ترجم إلى توجيه سيل من الإنتقادات والإستنكارات إلى النقابات التي لزمت الصمت بعيد انصرام السنة الدراسية الماضية مما فسره الكثير بأنه تواطؤ مع الوزارة وتماه مع موقفها المجحف في حق المجازين..ومع تنامي الإنتقادات الموجهة إلى النقابات بخصوص موقفها المتخاذل من قضية المجازين والذي تزامن مع انعقاد الجمع العام الإستثنائي للتنسيقية الوطنية لحاملي الإجازة طلعت بعض الأصوات النقابية لتضع حدا لسلسلة الإستفسارات حول الموقف الغامض للنقابات ولتعرب صراحة عن استمرارها في رفض الطرح الحكومي الإقصائي الذي يرهن إنصاف المجازين بشروط وتمسكها بمطالب المجازين كاملة وبضرورة تحقيقها دونما أي شرط يقصي أحدا..
إن عدد المجازين وازن وهم يدركون تمام الإدراك موقف النقابات كل على حدة من قضيتهم ..والنقابات كذلك تدرك حجم المجازين وتعلم أن خذلانها لهم وتملصها من دعمهم معناه أنها ستغتال مصداقيتها بيدها وأنها ستكون يوما عرضة لحسابهم العسير..فالمجازون مظلومون ويعانون من تمييز لا ينكره أحد حتى الوزارة تعترف بذلك..والمجازون لا يطلبون منة من النقابات أو فضلا وإنما يطالبونها بالوقوف مع الشغيلة المجازة المظلومة ..أي الوقوف مع المظلوم في وجه الظالم.ثم إن أي موقف لاحق للنقابات بخصوص ملف المجازين سيكون مثار اهتمام جميع المجازين.فعلى النقابات الأ تنساق وراء حسابات ضيقة تجعلها تثير حفيظة جيش من المجازين المظلومين .
إن النقابات باعتبارها قد نصبت نفسها مدافعة عن الشغيلة التعليمية أصبحت مطالبة بالدفاع عن المجازين العاملين بالإبتدائي والإعدادي الذين يعتبرون أكبر المتضررين على مستوى القطاع التعليمي بشهادة الجميع..كما على التنسيقية الوطنية لحاملي الإجازة أن تستمر في تحضير ترتيبات الإجتماع العام المقبل لتشكيل مكتب يمثل كافة الفئات المتضررة وذلك من أجل تسطير برنامج تصعيدي مسؤول..