جرى بالامس حوار بين النقابات والحكومة حول ملف المجازين وانتهى باتفاق على استئنافه في خضم الاسبوع المقبل ..ومن خلال القراء الاولية لنتائج حوار الامس يبدو ان الوزارة المعنية تريد ان تلعب على وتر "فرق تسد" ذلك انها اقترحت احصاء المجازين ثم تكوين لجن لتدارس اليات تعديل المرسوم الذي يكرس مظلومية المجازين وهي بوادر تشي بنية الوزارة الوصية في التماطل والمراوغة والتحايل قصد ربح الوقت كما انها حاولت جس نبض الممثلين عن المجازين حينما اقترحت اجراء مباراة لتغيير اطار المجازين وهو ما تم رفضه بالاجماع باعتبار ذلك الاجراء يمثل تشكيكا واضحا من لدن الوزارة في مصداقية شهادة الاجازة وهو ما لا يقبله احد كما ان اجراء المباراة يعتبر من ناحية ثانية تكريسا للتمييز واللامساواة بين حاملي الاجازة حيث ان الوزارة المعنية غيرت للمجازين السابقين اطارهم مباشرة ودون اي شرط او مساومة فيما تريد الان ان تغير اطار بقية المجازين عبر المباراه وكان تغيير الاطار حلال على البعض وحرام على الاخرين..ان شرط المباراة قد تم رفضه جملة وتفصيلا من لدن جميع الاطراف المتحاورة مع الوزارة باعتباره يشكل انتهاكا سافرا لمبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين الموظفين المجازين..وامام هذا الرفض الجماعي لاقتراح الوزارة لم يكن لها مناص من المطالبة بتشكيل لجن لبحث صيغ اخرى ترضي جميع المجازين الذين اصبح الحديث عن مظلوميتهم يستأثر باهتمام جميع الفاعلين في القطاع التعليمي..ان الوزارة من خلال لقاء الخميس ابانت عن نيتها في المماطلة وتجزيئ مطالب الشغيلة المجازة عبر تقديم اقتراحات تصب في اطار احداث التفرقة بين صفوفها من خلال تقديم تنازلات جزئية ترضي فئة دون الاخرى وهو الامر الذي يفسر رغبتها الدفينة في احداث التفرقة بين صفوف المجازين ظنا منها ان استقطاب فئة عبر اغرائها بمنحها جزءا من حقوقها كفيل باحداث شرخ بين صفوفها..لكن يبدو أن خطتها المشبوهة اصطدمت بمعارضة قوية من لدن ممثلي المجازين ...ان اساليب المراوغة والتسويف والمماطلة ودغدغة المشاعر بوعود معسولة ومخدرة لا تنطلي على المجازين الذين آلوا على أنفسهم ان يرفعوا الضرر عنهم وان يستمروا في تصعيد نضالهم حتى تنصفهم الوزارة المعنية وتسوي وضعيتهم أسوة بزملائهم في الثانوي التأهيلي دون اي شرط او مساومة او إقصاء لأحد..ان المجازين يعانون من حيف وظلم وجور وتمييز وهذه المعاناة تزداد وتتفاقم بحيث لم يعد يجدي معها الصبر والانتظار الخالد..ان من المجازين من ما يزالون في السلم التاسع محرومين من الادماج بشهادة الاجازة على غرار سابقيهم . وهذه كارثة انسانية لا يقبلها عقل ولا منطق..ومنهم من تعرضت سنوات من حياته العملية الى قرصنة جلية وواضحة تم على إثرها السطو على مستحقاته المالية لسنوات عدة..ومنهم من طال به الأمد في السلم 11 حتى شاخ وهرم وخرف واحدودب ظهره وهو ينتظر الترقي الى خارج السلم على غرار زملائه المجازين بالتأهيلي لكن دون جدوى لأن الوزارة قد نصبت حاجزا عنصريا تمييزيا شائكا وكهربائيا امام المجازين حتى لا يلجوا الى خارج السلم..بالله عليكم اي تمييز هذا الذي تتعامل به الوزارة مع المجازين؟أليسوا حاملين لنفس الشهادة ؟
ان قضية المجازين صارت بعد إنشاء التنسيقية ودعم النقابات الصادقة لمطالبها من أهم القضايا التي يجب على الوزارة ان تجد حلا لها في القريب العاجل وذلك عبر التسوية بين جميع المجازين في الحقوق بعيدا عن اي اقصاء او تمييز.اما بالنسبة للمجازين فعليهم ان يصطفوا خلف التنسيقية ويتبادلوا تحت سقفها الاراء والتشاور حول المحطات النضالية المقبلة التي تبقى الامل الوحيد في غحقاق حقهم ورفع الضرر عنهم. وما ضاع حق وراءه مجاز