بسم الله الرحمــــن الرحـــــــــــــــــيم
أناشد جميع المجازين الله أن يكفوا، وينأوا عن كتابة مقالات، ومواضيع كلها شتم، وضغائن، والله لاأعرف العوامل الموضوعية التي أدت إلى أن يزيغ القطار عن سكته، فما علاقة هذه التلاسنات بقضية المجازات والمجازين، علينا أيها الإخوة الأفاضل أن يكون شرع ربنا هو الفيصل في كل ماتكتبه أناملنا، فنحن أمة إسلامية لانحتاج إلى ميثاق للمنتديات نحتكم إليه، لأننا وبكل بساطة نغترف من ينبوعنا الصافي الطاهر، وإذا تأملنا جيدا الردود يمكن أن نقسم جلها إلى شقين: شق لا هدف ولا غرض له إلا تسفيه ما يكتب، والنظر إلى أفكار الآخرين نظرة ازدراء واستكبار واستخفاف، وشق ثان من الردود انبرى فيه أصحابه إلى الرد بأقبح النعوت وأشنعها، وها نحن قد انتقلنا إلى فصل جديد من الانحطاط الأخلاقي في شقه الجاهلي ألا وهو التنابز بالألقاب المنهي عنه شرعا إلى كل هؤلاء أقول تأملوا في حكم الشرع من كل هذا: قال تعالى في سورة الحجرات الآيات : 13، 12، 11:"ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بيس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولائك هم الظالمون، ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم، ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"
قال ابن كثير: الهماز اللماز من الرجال مذموم ملعون كما قال تعالى:"ويل لكل همزة" والهمز بالفعل واللمز بالقول.وقال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة ومقاتل بن حيان "ولا تلمزوا أنفسكم" أي لا يطعن بعضكم على بعض، وقوله تعالى:"ولاتنابزوا بالألقاب"أي لاتداعوا بالألقاب.
قال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل، حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي قال: حدثني أبو جبيرة بن الضحاك، قال: فينا نزلت في بني سلمة"ولاتنابزوا بالألقاب"قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فكان إذا دعي منهم باسم من تلك الأسماء، قالوا: يارسول الله إنه يغضب من هذا، فنزلت "ولاتنابزوا بالألقاب" رواه أبو داود.
وقال سفيان بن عينية عن الزهري عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لاتقاطعوا ولا تدابروا ولاتباغضوا ولاتحاسبوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" رواه مسلم والترمذي.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من ستر عورة مؤمن فكأنما استحيا موؤودة من قبرها" رواه أبو داود والنسائي وقال الصادق المصدوق"إنك إن تبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا" وقال الأوزاعي : التجسس البحث عن الشيء، والحسس الاستمتاع إلى حديث القوم وهم له كارهون أو يتسمع على أبوابهم، والتدابر: الصرم، رواه ابن حاتم عنه. عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله ما الغيبة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال صلى الله عليه وسلم:"إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ماتقول فقد بهته" رواه الترمذي.
وأخيرا أختم بقول أحد الفضلاء: خير الكلم ما لايحتاج إلى كلم.
وأخيرا أضع موضوعا للنقاش ألا وهو: أليست وسائل الاتصال وسيلة للعودة إلى الجاهلية، لكن هذه المرة بمحض الإرادة ؟ فهاهو الشخص الواحد يلقب نفسه بألقاب عدة.
علينا أن نستغل هذه النعم فيما يرضي الله عز وجل، لا في معصيته.