لا يختلف إثنان أن هناك جهة داخل الإدارة الوصية تريد كهربة الأجواء وزيادة الإحتقان في صفوف المجازين حتى لا تستقيم المنظومة التعليمية ويظل التوتر هو سيد الموقف.
لقد سيق للادارة الوصية أن اعترفت بمظلومية المجازين وأقرت صراحة- بعد أن رفض جميع المجازين كما النقابات -انها ستبحث عن صيغة اخرى لتسوية وضعية المجازين.
وما يتردد الان من انها عادت الى شرطها الاول يعتبر سابقة خطيرة ذلك لانه سيشعل بركانا من الغضب والاحتجاجات والاضرابات بمجرد انطلاق السنة الدراسية المقبلة..
من الواضح ان الادارة الوصية في شخص بعض مسؤوليها جبانة ماكرة خادعة..ويتجلى الجبن والمكر والخداع في توقيت جلسة الحوار الاخير المشؤوم الذي تتردد اليوم بعض أصداء نتائجه الكارثية المستفزة التي تروم صب الزيت على المنظومة التعليمية المكتوية بنار المشاكل والعراقيل والتعثرات..لقد تزامن موعد هذا الحوار المشؤوم مع نهاية السنة الدراسية وتوقيع الاساتذة على محاضر الخروج ..والهدف من ذلك هو تفادي سلسلة من الاحتجاجات والاستنكارات التي ستطال الادارة الوصية والتي ستصل شضاياها الى حكومة عباس الفاسي الذي دخل التعليم في عهدها الى غرفة الانعاش وهو الان يحتضر..ومما لا شك فيه انه اذا تمادت فيه الادارة الوصية في فرض شرط المباراة على المجازين لإنصافهم وتسوية وضعيتهم فمعنى ذلك أنها تطلق رصاصة الرحمة على قطاع التعليم عامة والمخطط الاستعجالي خاصة..
ان شرط المباراة سيكون النقطة التي تفيض الكأس..فلا أحد يقبل بإنصافه مقابل شرط .جميع المجازين متفقون على تسوية وضعيتهم بدون اي شرط كما فعلت الوزارة مع زملائهم السابقين الذين يحملون نفس شهادتهم..فهل حلال على البعض تغيير الاطار بدون اي شرط وحرام على الاخرين ؟ ان هذا هو قمة الاستهتار ببنود القانون .أين مبادئ المساواة والعدالة التي نتباهى باحترامها في دولة الحق والقانون ؟إن اول من يخترقها هم مسؤولو الادارة الوصية الذين يصرون على تكريس التمييز بين المجازين وزيادة حدة الاحتقان بينهم حتى لا ينهض قطاع التعليم..
ان من يطالب بإجراء مباراة مقابل إنصاف المجازين يفتقر إلى الحس الوطني الصادق لانه يعلم تمام العلم ان المجازين سيرفضونها وستعقب تفعيلها البلبلة والاضطرابات والاحتجاجات والعراقيل والتثبيط والتيئيس ولا مراء في ان لذلك تبعات وتداعيات مؤسفة وخطيرة لا تخدم مصلحة البلاد والعباد..
لا بد من المطالبة بمحاسبة كل جهة تقبل اجراء مباراة لإقرار المساواة..المساواة في دولة الحق والقانون تحترم بدون اي شرط..هذا ما تعلمناه ونعلمه..أماان يطل علينا البعض ليرهن إنصافنا بمباراة فان ذلك يناقض بنود دستورنا الذي يكرس العدل والمساواة لا التمييز والاجحاف..
لن يقبل اي مجاز بالمباراة لانها تتناقض والدستور المغربي المبني على المساواة بين المجازين...لان القبول بها معناه الإساءة الى الوطن.ونحن لامجازين لا نقبل بالاساءة الى الوطن رغم ان من يعرض اجراء المباراة لاقرار الانصاف والمساواة مشكوك في صدق نيته ..
لن يقبل اي مجاز اجراء المباراة لانه ليس مخبولا ولا معتوها ولا مجنونا ليقبل نيل حقه مقابل شرط..
اما النقابات فلسنا ندري الى حد الساعة موقفها من مقترح المباراة..وبهذه المناسبة نقول بصراحة انه في حالة لا قدر الله اذا تساوقت مع عرض الادارة ووافقت على المباراة فستصبح العدو اللذوذ للمجازين وسيكون وضعها في أسوء حال ولن يحق لها مستقبلا ان تتجرأ وتتحدث باسم اي مجاز كما لن يستجيب اي مجاز لاي محطة نضالية او استحقاقية..اننا نحن المجازين نريد نقابات تدافع عن مصلحة نساء ورجال التعليم ولا نريد نقابات اشبه "بكرزاي " افغانستان دورها لا يتجاوز التجميل الديموقراطي والمباركة والدعم والتصفيق..لاجل ذلك نطالب النقابات ان تقف وقفة صارمة ثابتة دون اي ترنح او تراخ في وجه اولائك الذين يقتعدون أرائك وثيرة مريحة مكيفة داخل الادارة الوصية وهم عوض ان يعملوا على النهوض بقطاع التعليم وانجاح المخطط الاستعجالي نراهم يبحثون عن اي فرصة لاشاعة التوتر والبلبلة والاحتجاجات والاضرابات..فاي وطنية هذه التي تبحث عن الهدم لا البناء ؟اي وطنية هذه التي تبحث عن البلبلة لا الاستقرار ؟
المجازون يرفضون المباراة بصفة نهاية لا رجعة فيها ويطالبون الادارة الوصية برفع الظلم عنهم وانصافهم وتمتيعهم بالمساواة في الحقوق مع زملائهم المجازين العاملين بالسلك التاهيلي الذين يحملون نفس شهادتهم .