منقول عن دفاتر

إن المتتبع لملف المجازين ونضالالتهم ومعاركهم النضالية وتعاطي الوزارة والنقابات والإعلام السلبي مع قضيتهم ليطرح سؤالا كبيرا: أين يكمن المشكل تحديدا ؟ فالمضلومية واضحة اعترف بها الظالم قبل المظلوم والحق ما قاله الأعداء ، والإجابات التي يمكن أن تطرح في هذا الصدد لا تخرج عن أحد أمرين: إما أن المشكل مرتبط بالمجازين أنفسهم واستراتيجية نضالهم أو حجم مطالبهم أو مدى وحدتهم أو شتاتهم ..وإما أن المشكل في الأطراف التي دخلت على الخط أو تخلت عن القيام بدورها اللازم في نصرة هؤلاء المستضعفين في الأرض . وإذا حاولنا أن نبتعد عن العموميات ونميط اللثام عن المشكل ونضع الأصبع على مكمن الداء ستفرض علينا الموضوعية الإشارة إلى النقاط الآتية:
- بالنسبة للمجازين فقد قاموا بنضالات محتشمة لم تتعدى الإضرابات المتكررة أو النزول إلى العاصمة بأعداد لا تعبر عن حجم المتضررين واستطاعوا رغم ذلك أن ينتزعوا اعتراف مديرية الموارد البشرية بمظلوميتهم خاصة بعد إقدام الوزارة على التوظيفات المباشرة لحاملي الإجازة بعد تاريخ 13 فبراير 2008 وهو تاريخ محزن بالنسبة للمجازين لأنه قد حرمهم من الاستفادة من الترقية إلى السلم العاشر على غرار من سبقوهم ولو بأيام قليلة وبعد أن سمح الوزير الأول لحاملي الماستر بتغيير الإطار من الابتدائي والإعدادي إلى التأهيلي مع تغيير السلم طبعا بل إن القطاعات العمومية الأخرى كافأت مجازيها بالترقية في حين تعاقب وزارة التعليم كل من يحاول أن يطور مساره المهني والمعرفي ويسعى إلى نيل الشهادات العلمية بأن يظل قابعا في زنزانة السلم التاسع ،فالمظلومية واضحة ولا غبار عليها ولكن الإشكال أن مطالب أخرى دخلت على الخط كتغيير الإطار وخارج السلم ومباراة التبريز لجميع المواد ...والواقع أنها مطالب مشروعة لكنها مقحمة على ملف الترقية إقحاما لأسباب عدة منها:أن هذه المطالب لم تطف على السطح إلا عندما ظهرت تنسيقية المجازين ضحايا المادة 108 من النظام الأساسي للوظيفة العمومية للوجود وبغباء من أصحابها ضخموا مطالبهم لتكون النتيجة كما يقول المثل المغربي "اللي بغاطا كاملا خلاها كاملا" ولعل كلاما كهذا لن يعجب المجازين الذين يشتغلون بالإعدادي والذين يرتبون حاليا في السلم 10 أو 11 ولكن فليسمحوا لي أن أذكرهم بالحقائق الآتية:إن الذي حرك المعركة وأخرج التنسيقية للوجود فعليا هم مجازو 2008و2009 والمرتبين جميعا في اليلم التاسع وهم الذين يشاركون في الإضرابات والتحركات وغيرها أما مجازو السلم 10و11 فمنهم فعلا من يناضل إلى جانب مجازي السلم 9 ولكنهم قلة قليلة والحقيقة المؤسفة أن أغلبهم يسخر من نضالات التنسيقية ويصف أصحابها بالتفييئيين وما جاد به قاموس الهجاء عندهم ولكن المشكلة الكبرى أن مطلب تغيير الإطار الذي يتحدثون عنه ليس محل إجماع عندهم فأغلبهم لا استعداد لديه للعمل بالتأهيلي إما لأنه ألف الراحة وتعود على المقررات التي يدرسها وإما أن مستواه لا يؤهله صراحة للتدريس بالتأهيلي ومنهم من يزعم أن معركة تغيير ا
لإطار أكبر من المجازين وحدهم ومنهم من لا يؤمن بقدرة التنسيقية وحدها في غياب المركزيات النقابية على تحقيق المطالب أو أشياء أخرى لا داعي لذكرها واما وأمام هذه المعطيات فإنه لا يمكن التعويل عليهم أما فيما يتعلق بالستراتيجيات النضالية فأعتقد أنه قد حان الوقت لخوض نضالات حاسمة تتجاوز مجرد الإضراب إلى خطوات أكثر فعالية منها: إعلام المجازين عن رفض تسليم أوراق التنقيط منذ الآن والحسم في المطالب التي يناضلون نم أجلها فإذا كانو متشبثين بمطلب تغيير الإطار فعلى جميع المعنيين الإنضمام إلى الأشكال النضالية وإلا فإن المطلب الملح حاليا هو الترقية قبل أن تبادلر الوزارة إلى عرضها السخي المنعلق بالمبارات العادية أو الشكلية عليى حد تعبير مخرجي هذا العرض الذي لا شك أنه سيسيل لعاب عدد كبير من المجازين خاصة الجدد الذين تفصلهم مدة طويلة عن الإمتحان المهني أو ألائك الذين اجتازوا الإمتحان المهني مرات عديدة وكان الفشل حليفهم دائما ولعل أكر ضحايا المادة 108 هم الأساتذة الذين تخرجوا من المراكز التربوية الجهوية من بين آلاف المرشحين وتمرسوا في الميدان وحصلوا على الكفاءة المهنية ربما تم تكليفهم سنوات عديدة للتدريس بالثانوي التأهيلي لكنهم لا يزالون قابعين في السلم التاسع .ومالم يتخد هؤلاء خطوات نضالية جبارة مستغلين ما أجمعت عليه المركزيات النقابية مؤخرا على ضرورة إنصافهم أما ما يتعلق بموقف ك.د.ش وما راج حول قبولها بالمباراة فأمر تنفيه قياداتها خاصة أمام غياب أي وثيقة عن هذه الجهة تؤكد ذلك بقي أن نطرح سؤالا أخيرا :أمام هذه المعطيات والمستجدات ماذا يجدر بالمجازين فعله لانتزاع مطالبهم العادلة كاملة غير منقوصة ؟؟لقد حان الوقت للدخول في معركة نضالية من شأنها أن تمرغ أنف الوزارة في التراب وتجبرها عن العدول عن سياسة التماطل تجاه المجازين وإليكم بعض الاقتراحات:
- عقد لقائات تواصلية بين المجازين في الفروع المحلية للنقابات الموجودة بمناطقهم قصد التعبئة للنضال في أسمى معانيه.
- تسطبر برنامج نضالي يأخذ منحا تصاعديا يبدأ بإضراب لمدة ساعة كل يوم في الأسبوع الأول وفي الأسبوع الثاني يتم النزول إلى النيابات للاعتصام هناك في نهاية الأسبوع وبعد ذلك يكون هناك إنزل لجميع المجازين إلى العاصمة للاختيار بين الإضراب المفتوح أو الاعتصام أمام البرلمان وما ضاع حق وراءه طالب ودمتم للنضال أوفياء.