قبيل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك التجأت وزارة التربية الوطنية إلى الاقتطاع من أجرة الأساتذة المضربين في الإضرابات الجهوية التي
انخرطوا فيها خلال الموسم الدراسي الفارط 2009/2010 بجهة سوس ماسة درعة، والتي دعت إليها أربع نقابات تعليمية احتجاجا على ما أسمت
ه خروقات في التسيير الإداري والمالي.وقد توج هذا التصعيد بإعفاء مدير الأكاديمية السابق مبارك حنون وإعفاء إلى حدود الآن خمسة رؤساء مصالح وتوجيه إنذارات وتنبيهات لآخرين ،وحتى لاُتترك النقابات تُحِس بالانتصار الكامل في هذه المعركة ،فقد اختارت الإدارة التوقيت المناسب لتنتقم من جيوب كل المضربين غير عابئة بنتائج هذا القرار الاجتماعية في ظل الغلاء واقتراب العيد ، فأرادت أن ترسل إلى كل رجال ونساء التعليم الذين شاركوا في المحطات التصعيدية ضد الأكاديمية بهذه الجهة رسالة مفادها « أنكم إذا احسستم بنشوة الانتصار، فلن نجعلكم تنعمون بفرحة العيد...» هذا حال لسان الوزارة. أليست هذه إهانة لكل شرفاء هذه الجهة؟ أليس هذا تلذذا بمآسي رجال ونساء التعليم؟
ولكن على الجميع أن يعلم أن للنضال ثمن ولن يرض الأحرار أن يشمت بهم أحد...وإذا كانت تقارير الافتحاص أكدت أن دواعي تلك الإضرابات مشروعة بإعفاء من تم إعفاؤه ،مع العلم أن اللائحة لم تكتمل بعد.. فالوزارة في هذه الحالة ظالمة ... وما قامت به لن يزيد الوضع إلا احتقانا ...ولن يثن أولي
العزم
على الاستمرار في درب النضال...
وعلى أي فالهدية التي أهداها مبارك حنون ومن تواطأ معه من النواب الإقليميين إلى وزارة المالية يستحقون عليها وساما، مادامت المبالغ المخصومة تعادل أجرة أربعة أيام وتتفاوت حسب السلاليم ما بين 300 و 400 و750 إلى 1200 درهم أو اكثر للموظف الواحد... رغم عدم تطبيق لمقتضيات القانون 81-12 ، ورغم الوعود التي قدمتها الوزارة للنقابات في لقاء مارس 2010...ولكن الوسام الذي سطره كل الشرفاء من أجل محاربة الفساد الإداري والمالي سيبقى مخلدا في تاريخ الجهة...وشتان بين الوسامين ...فإذا كانت عين الظالم تنام في راحة خلال هذه الأيام فعين المظلوم لا تنام ... ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون...
فإلى كل الشرفاء في هذه الجهة المنضالة عيدكم مبارك سعيد مسبقا ولا عكر الله صفوه ....فالثبات ! الثبات!... فالمعركة لم تنته بعد، وسيضحك كثيرا من يضحك أخيرا...وتعس من يتلذذ بمآسي رجال ونساء التعليم ..تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش...درب التغيير طويل ...لكن في سبيلك ياوطن كل شيء يهون...