كل الاحتمالات واردة بخصوص ملف المجازين ويبقى تصعيد النضال أقرب طريق لرفع الضرر والتمييز عن الشغيلة المجازة

نعم إن الشغيلة التعليمية المجازة العاملة بالابتدائي والاعدادي محبطة ،مستاءة ، متذمرة ، بسبب ما لحق وضعيتها الادارية والاعتبارية من حيف وتمييز وظلم من لدن صانعي القرار داخل الادارة الوصية.ولم يعد من حديث خلال هذه السنة الدراسية الموشكة على الانتهاء داخل فضاء المؤسسات التعليمية الا عن مظلومية المجازين..
لقد اصبحت قضية المجازين المظلومين تتداولها الالسنة في كل المجالس والملتقيات التربوية ببلادنا وذلك بسبب تفاقم تداعياتها حيث كما هو معلوم خاض المجازون خلال هذه السنة سلسلة من الاضرابات والوقفات الاحتجاجية املا في ايجاد آذان صاغية..لكن لا حياة لمن تنادي..فيبدو أن أصحاب القرار يستلذون توتير الاجواء وكهربتها حتى لا تقوم للتربية والتعليم قائمة...أما النقابات فقد اختلطت علينا مواقفها المتباينة فلم نعد ندري هل هي مؤازرة لنا نحن الضحايا المظلومين ام أنها اصطفت إلى جانب الجاني لتشاركه في جلدنا..وعموما إن الليل مهما طال سيعقبه الصباح ..وعندما يسفر الصباح ستتبين الأشياء بل النيات واضحة جلية..ونأمل تكون نية النقابات صادقة في الدفاع عن المجازين المظلومين المنتهكة حقوقهم ..وبهذه المناسبة نريد ان نذكر هذه النقابات بأنها خذلتنا خلال المحطات النضالية الاخيرة يوم انسحبت من دعمنا فأثارت في نفوسنا الريبة والاستياء ونعتقد ان الفرصة باتت سانحة لها الان لتفتح مع تنسيقية المجازين صفحة جديدة من العلاقات المبنية على معايير وقيم اخلاقية وحقوقية وليس على حسابات ضيقة ومصالح آنية وشخصية وسياسوية..
ان النقابات استحدثت للدفاع عن حقوق العمال والموظفين المظلومين ..ونعتقد انه لا يختلف إثنان ان حاملي الاجازة بالابتدائي والاعدادي يعانون من ظلم وتمييز ذلك ان الوزارة الوصية قامت في السابق بالتوظيف المباشر للمجازين وصنفتهم ضمن اطار اساتذة السلك الثاني دون اي شرط وذلك استنادا الى شهادتهم العلمية التي تخول لهم التدريس بالسلك الثانوي كما قامت بتغيير اطار الاف المجازين العاملين بالاعدادي الى اساتذة السلك الثاني دون اي شرط ينضاف الى ذلك قيامها بادماج المئات بل الالاف من حاملي الاجازة الذين أدوا الخدمة المدنية في اطار اساتذة السلك الثاني دون اي شرط..وهي الان تستنجد بحاملي الاجازة في الابتدائي والاعدادي فتوجه لهم عبر نيابات ربوع الوطن تكليفات لسد الخصاص بالسلك الثانوي استنادالشهادة الاجازة التي يحملونها....وحينما يطالبها بقية المجازين بتغيير اطارهم تلوذ بالدلع والتلكؤ والمماطلة وتحاول البحث عن "صيغة مشتركة" مقابل منحهم حقهم في المساواة مع زملائهم..ما هذا الذي يحدث ؟ما هذا التخبط ؟ اي معيار هذا الذي يفرق بين حاملي نفس الشهادة؟ واي منطق هذا الذي يجعل الوزارة الوصية تكيل بمكيالين فتعترف بالكفاءة العلمية للمجاز وتستغيث به ليسد خصاصها بالثانوي وحينما يطالبها بترجمة اعترافها بكفاءته عبر تسوية وضعيته الادارية بدون البحث عن اية صيغة كما فعلت مع المجازين السابقين نجدها تطمر رأسها في الرمال وكأنها لم تسمع ولم تر شيئا..
اننا في دولة الحق والقانون..والدستور المغربي يقر صراحة بضرورة تفعيل واحترام المساواة بين المواطنين..فلماذا اذن تمارس الوزارة الوصية التمييز بين حاملي نفس الشهادة فتنصف بعضهم بدون اي شرط وتتمادى في ظلم البقية ؟
ان من المفاهيم الحقوقية المبثوثة في الكتب المدرسية حق المساواة وحق العدالة ولقد طرح هذان المفهومان ليس على اساس الحفظ من طرف التلميذ ولكن على شكل مواقف حياتية ووضعيات تستوجب التامل والتدبر واتخاذ موقف في اطار بيداغوجيا الكفايات..لكن المفارقة والغرابة تكمن في ان المدرس المجاز بالابتدائي والاعدادي يجد حرجا في تمرير مثل هذه المفاهيم الحقوقية لانه على مستوى وضعيته التربوية والادارية لا يتمتع بها لان الادارة الوصية صادرتها.فكيف يدرس المجاز مفهوم المساواة والادارة المعنية تمارس عليه التمييز وتشترط عليه صيغة معينة لانصافه وتمتيعه بالمساواة.؟
ان مطلب تغيير اطار الاساتذة المجازين بالابتدائي والاعدادي دون اي شرط او قيد سيظل مطلبا رئيسيا إلى جانب المطالب الأخرى التي لا تقل عنه ولا تستقيم وضعية المجازين دونها ونقصد بها ترقية المجازين المتضررين وفتح باب خارج السلم امام حاملي الاجازة وارجاع سنوات التعب المنهوبة الى اصحابها باثر رجعي..
املنا ان تعجل الوزارة الوصية برفع الظلم والتمييز عن المجازين..وأملنا ان تستميت النقابات وتتشبت بضرورة إنصاف المجازين دون اي شرط أو صيغة تقصي أحدا.
ان المجازين المتضررين المحبطين المستائين المتذمرين العاملين بالابتدائي والاعدادي ينتظرون من الوزارة الوصية ان تعمل في القريب العاجل على انصافهم وتسوية وضعيتهم على غرار زملائهم حاملي نفس شهادتهم..ولتعلم الوزارة ان اي انصاف جزئي او مشروط معناه ان السنة الدراسية المقبلة ستعرف تسطير سلسلة من المحطات والاشكال النضالية التصعيدية مكرهين لا راغبين وهو الامر الذي ستكون له انعكاسات سلبية على سيرورة انجاز مفردات البرامج الدراسية..لاجل ذلك يأمل المجازون ان تجنح الادارة الى تغليب المصلحة الوطنية العامة وتنصف المجازين المتضررين أسوة بزملائهم .

مواضيعك يا احمد3 رائعة ومنطقية نرجوك ان تنشرها في مواقع ومنابر اعلامية خدمة لقضية المجازين وتنويرا للراي العام الوطني