تعالت الصيحات خلال السنوات الأخيرة من لدن المجازين العاملين بالإبتدائي والإعدادي بضرورة إنصافهم ووضع حد للتمييز الممارس عليهم...ولعل من أفظع أشكال التمييز الممارس على هذه الفئة هو أن تعمد الوزارة في السابق إلى تغيير إطار فئة من المجازين وهي الآن تتوانى وتتلكأ في تغيير إطار البقية بل إنها حاولت أن تفرض شرطا لتغيير إطارهم غير أن محاولتها اصطدمت برفض بالإجماع من لدن جميع الأطراف بسبب تنافي الشرط مع مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص...
إن تعامل الوزارة المعنية مع المجازين انبنى وما يزال على منطق العبث والحظ وحسابات أخرى يعيها الجميع..فهناك من المجازيم من ولج سلك التدريس مباشرة وصنف كأستاذ التعليم التأهيلي ومنهم من اجتاز مباراة وصنف كأستاذ للإبتدائي أو التأهيلي أو الإعدادي وهناك من تم إنزاله في سلك معين دون حسيب ولا رقيب ليرتب مباشرة في السلم 10 وهناك من اجتاز مباراة ونجح ثم صنف في السلم 9 وبقي فيه لسنوات وما يزال في الوقت الذي تقوم فيه الوزارة بتوظيفات مباشرة للمجازين في السلم 10 في كل الأسلاك ومنهم من تم نقله من التعليم الابتدائي ليعمل بالاعدادي او التأهيلي في انتظار تغيير إطاره دون أي شرط في الوقت الذي بحت فيه أصوات المجازين الآخرين بضرورة تغيير إطارهم أسوة بزملائهم وتماشيا مع مبدأ المساواة الذي ينص عليه دستور البلاد ويحترمه المجازون بينما تنتهكه الوزارة الوصية..أما أم الكوارث والتي باتت مضرب الأمثال في خرق حقوق الإنسان وهي وضعية المجازين أسرى السلم 11 منذ سنوات عدة ..هؤلاء الذين صرفوا زهاء عقد من الزمن دون أن تفرج عنه الوزارة وتطلق سراحهم ليلجوا الدرجة الممتازة( خارج السلم) على غرار زملائهم المجازين العاملين بالتأهيلي الذين يترشحون للترقي لخارج السلم بعد أقدمية خمس سنوات في السلم 11..فلماذا يحرم المجازون العاملون في الابتدائي والاعدادي من الترقي إلى خارج السلم على غرار زملائهم حاملي نفس شهادتهم ؟ لماذا هذا الانتهاك الفظيع لحق المجاز في الترقي إلى خارج السلم ؟ فكيف تتجرأ الوزارة لتهيب بالمجازين للانخراط في إنجاح البرنامج الاستعجالي وتحقيق مدرسة النجاح وهي تعتقلهم في زنزانة السلم 11 منذ سنوات عدة ؟ فكيف سينخرط المجازون في إنجاح البرنامج الاستعجالي والوزارة الوصية تحرمهم من حقهم في تغيير الاطار والترقي الى خارج السلم..؟ وتجدر الإشارة إلى أن هناك فئة واسعة من المجازين قد أوشكت على الاحالة على المعاش ويبدو أن الوزارة تريد أن تتخلص منهم قبل إنصافهم..ومعلوم أنه راجت خلال نهاية السنة الماضية أن الوزارة الوصية بعد أن اعترفت صراحة بمظلومية المجازين أعربت عن نيتها في إنصافهم عبر فتح باب الترقي إلى خارج السلم أمامهم كأولوية ..ولقد قامت المؤسسات النقابية في شخص بعض أعضائها ومنتسبيها بالترويج لهذا الخبر غير أنه لحد الآن ليس هناك أي قرار أو مرسوم وزاري يفيد بتغيير إطار المجازين أو بفتح باب الترقي لخارج السلم أمامهم...